للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

موقف شعبة من الرواة المدلسين:

ذكر غير واحد أن شعبة بن الحجاج كان من أصدق الناس وأثبتهم في الحديث حتى قال عبد الله بن إدريس: شعبة قبان المحدثين، (١) أي أمينهم. وقال أحمد في معرض المفاضلة بينه وبين سفيان الثوري: « ... وكان شعبة أثبت منه وأتقى رجلا.» (٢)

ولذلك فقد كان له موقف صارم من التدليس والمدلسين، فكان يجعل التدليس في مرتبة أكبر من الزنى، فهو القائل -إن صحت الرواية عنه-: «لأن أزني أحب إلي من أن أدلس، وفي رواية أخرى: التدليس في الحديث أشد من الزنى» (٣) .

وقال أيضا مستعظما أمر التدليس مستبعدا إياه: «لأن أخر من السماء إلى الأرض أحب إلي من أن أقول: زعم فلان ولم أسمع ذلك الحديث منه» (٤) .

منهج شعبة في نقد الرواة

١) الرجوع إلى مصدر الخبر: يعد رجوع المحدث الناقد إلى مصدر الخبر الذي استقى منه الراوي حديثه وسيلة من وسائل التثبت من صدق المخبر وعدالته وضبطه. ولقد كان هذا النهج من ديدن شعبة بن الحجاج وهو القائل في معرض التنويه بمكانة سفيان الثوري: ما حَدَّثني سفيان عن السدي بحديث فسألته عنه إلا كان كما حدثني. (٥)


(١) التهذيب ٣٤٦.
(٢) المصدر نفسه ٣٤٤.
(٣) التهذيب ١/١٥-١٦ وتقدمة المعرفة ص: ١٧٣.
(٤) التمهيد ١/١٦.
(٥) طبقات ابن سعد ٦/٣٧٢.

<<  <   >  >>