للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يصفه القطان بأنه كان أعلم الناس بالرجال (١) .

ورغم هذه المكانة العليا التي سما إليها فإنه كان متواضعا أشد ما يكون التواضع ومحباً للحديث وطلاب الحديث، فمن تواضعه ما يحكيه وكيع أنه ذكر حديثا عن أبي إسحاق فقال رجل: إن سفيان خالفك فيه، فقال: دعوه، سفيان أحفظُ مني، وفي رواية:"إذا خالفني سفيان في حديث فالحديث حديثه". (٢)

ومن حبه للحديث والمحدثين قوله: "كل مَنْ كتبت عنه حديثا فأنا له عبد" (٣) ، وقوله: "إذا رأيت المحبرة في بيت إنسان فارحمه، وإن كان في كمك شيء فأطعمه" (٤) .

لقد جادت طبقة شعبة بن الحجاج والطبقة التي تلتها بعدد كبير من الجهابذة النقاد الذين كرسوا حياتهم لخدمة الحديث النبوي الشريف من التحريف والتزييف. وإن مجرد عرض أسماء بعض هؤلاء الجهابذة يثبت صحة هذا الحكم ويؤكده، إذ لا يماري أحد في مكانة مالك بن أنس (١٧٩هـ) ، وسفيان بن عيينة (١٩٨هـ) ، وحماد بن زيد (١٧٩هـ) ، ووكيع بن الجراح (١٩٩هـ) ، وعبد الله بن المبارك (١٨١هـ) وأبي الوليد الطيالسي (٢٢٧هـ) ، وأبي داود الطيالسي (٢٠٣هـ) ، ويحيى بن سعيد القطان (١٩٨هـ) وعبد الرحمن بن مهدي (١٩٨هـ) ...


(١) تقدمة المعرفة ١٢٧.
(٢) المصدر نفسه ص: ٦٣ وص: ٦٥.
(٣) جامع بيان العلم ١/ص: ١٢٧ وص: ١٣٣، الإلماع ص: ٢٢٧ وص: ٢٣٠.
(٤) سير أعلام النبلاء: (٧/٢٢٥) .

<<  <   >  >>