ثم يقول:(فالقرآن معجز في تاريخه دون سائر الكتب ومعجز في أثره الإنسانى، ومعجز كذلك في حقائقه)(١) .
ومن بعد الرافعى كتب الكثيرون في إعجاز القرآن، مثل:الشيخ محمد عبد العظيم الزرقانى في مبحث من مؤلفه (مناهل العرفان في علوم القرآن) والشيخ محمد عبد الله دراز في (النبأ العظيم) والشيخ بديع الزمان النورسى: (إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز) من (كليات رسائل النور) والشيخ محمد أبو زهرة في (المعجزة الكبرى) والدكتورة عائشة عبد الرحمن في (الإعجاز البيانى للقرآن) إلى جانب العشرات من الرسائل العلمية الجامعية التى تتناول إعجاز القرآن في جوانبه المختلفة.
وهكذا نجد أنه لم يخل عصر من العصور عبر القرون الإسلامية المباركة سواء في فترات النشاط أو الفتور العلمي من تناول إعجاز القرآن بالتأليف تقعيداً أو تطبيقاً، مما ينطق بأن هذا المدد العلمي المتتابع إنما هو في ذاته أثر من آثار إعجاز القرآن الكريم.
أما أوجه الإعجاز التي تمخضت عنها هذه المؤلفات، والتى تعمقت في دراسات العلماء، ودرست باستفاضة، وسيقت لها الأمثلة والشواهد، فذلك ما سنلقى عليه الضوء فيما يلي.