دلالاتها عبر عصوره المتعاقبة من بعد نزول القرآن، فيقوم لديه من هذه الدلالات في كل عصر ما يشهد بالحق الذي جاءت به.
وفي عصرنا الذي نعيشه، وفي غضون عشرات قليلة من السنين، وبالقياس إلى تاريخ البشرية الممتد وصلت المكتشفات العلمية المتعلقة بالكون في آفاقه، وفي أنفس مخلوقاته ما لم تصل إليه من قبل.
وانطلاقاً من اهتمام المسلمين بكتاب ربهم تبارك وتعالى، فإن علماءهم في هذا المجال بدؤوا يمعنون النظر والفكر في هذه الآيات، ويتلمسون فيها من جوانب القدرة –فيما أشارت إليه-ما يعد جانبا من جوانب الإعجاز القرآني، يصلح لدعوة الناس إلى دين الله سبحانه، في زمن فتن الناس فيه بالعلم، وبما تحقق من منجزاته فتنة عظيمة، وهذا ما يطلق عليه- من جوانب الإعجاز القرآني- الإعجاز العلمي.
وفي إيضاح يراه مهماً، يفرق أحد أبرز علماء الجيولوجيا-وهو الأستاذ الدكتور زغلول راغب النجار الذي عمل أستاذا للجيولوجيا في بعض جامعات العالم، ومنها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران بالمملكة العربية السعودية، وضم إلى ذلك اهتماما كبيرا بدراسة القرآن الكريم وعلومه-بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي، فيقول:(إن التفسير العلمي للقرآن الكريم يقصد به أن يوظف أهل كل جيل كل المعارف المتاحة لهم في حسن فهم دلالة القرآن الكريم) ويزيد كلامه وضوحاً فيقول (في مجال التفسير العلمي لا يتردد الإنسان أن يوظف كل المعارف المتاحة، الثابت منها وغير الثابت، لأن التفسير يبقى جهداً إنسانيا يصيب الإنسان فيه ويخطئ، وخطأ الإنسان في التفسير لا ينسحب على جلال القرآن الكريم، بل ينسحب على المفسر، لذلك لا بدلنا من توظيف كل المعارف المتاحة لحسن فهم دلالة