(١) التأكيد على أن مناط الإعجاز المتفق عليه عند جماهير المحققين من علماء هذا الشأن هو لفظ القرآن الذي نزل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ما يتعلق -من بين أوجه الإعجاز- بالناحية البلاغية ابتداء، إضافة إلى ما تضمنه من أوجه أخرى ترجع إلى ذاته لفظا ومعنى، مع رد القول بالصرفة الذي شاع بين بعض العلماء رغم أنه لا يستند إلى دليل، بل يقوم الدليل على بطلانه.
(٢) تأصيل قضية الإعجاز، وما قاله العلماء في أوجهه مما كتبوه فيه تأصيلاً تاريخيا تبين منه أنه منذ القرن الثالث الهجري، وحتى عصرنا الحاضر لم ينقطع مدد الكتابة في إعجاز القرآن، وإبراز أوجهه مما يدل على مدى عناية المسلمين بهذا الكتاب الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
(٣) تحقيق القول بقدر ما سمح مجال البحث في أوجه الإعجاز القرآني، باستخلاص ما جاء بحثه منها في كتابات العلماء، وهى: إعجاز القرآن في بلاغته وفصاحته، وإعجازه في نظمه وأسلوبه، وفي إخباره بالغيوب المستقبلة، وفي إخباره عن القرون السابقة والأمم البائدة، وكذلك في إعجازه النفسي، ويقصد به تأثير القرآن الكريم في النفوس عند قراءته أو الاستماع إليه، ثم إعجازه في هديه وتشريعه، وأخيراً:الإعجاز العلمي، وهو ما أثاره وتوسع فيه العلماء في مجال العلوم الكونية في العصر الحديث، وبعد تقدم العلوم المادية، وتطور البحث في العلوم الطبيعة تطورا كبيرا في مجالاتها المتعددة،مما لم تشهده البشرية من قبل عبر عصورها المختلفة.