[المبحث السادس: عناية امسلمين برسم المصحف خدمة للقرآن الكريم]
...
المبحث السادس: عناية المسلمين برسم المصحف خدمةً للقرآن الكريم
لو تأمَّلْنا في تاريخ الكتابة العربية ورسمها الإملائي لوجدناها سابقة للوقت الذي نزل فيه القرآن، ولكن الرغبة الشديدة التي كانت عند السلف للعناية بالقرآن الكريم من حيث تلاوتُه وصيانتُه من اللحن هي التي دفعَتْهم في القرن الهجري الأول إلى التفكير في وسيلة عملية تعصم تالي القرآن من الوقوع في اللحن؛ وذلك لأنَّ أصل كتابته في المصاحف العثمانية كانت خاليةً من رموز الحركات ونَقْط الإعجام، وكان الناس قريبين من موارده الصحيحة، فلم تكن قضية تلاوته تلاوة صحيحة مُعْضِلةً تُشْغل علماء السلف، ولكن بعد اختلاط العرب الفصحاء بغيرهم وفُشُوِّ اللحن، أصبحوا يفكرون فيما يهدي القارئ إلى القراءة الصحيحة (١) . وسوف نشير الآن بإيجاز إلى هذه الجهود التي بذلها علماء العربية في جانبين رئيسين ممَّا يتصل برسم المصحف:
١ - رموز الحركات:
ثمة روايات تَنْسُب إلى أبي الأسود الدؤلي بداية التفكير في وضع رموز للحركات الإعرابية في سبيل ضبط الرسم العثماني الخالي من هذه الرموز.