الكريم هو العامل الرئيس الذي ساعد على الشروع في الدراسات البلاغية بمختلف اتجاهاتها؛ وذلك لدفع المطاعن والشكوك التي أثيرت حوله، وللتأكيد على إعجازه وتفوُّقه على الأساليب الأدبية.
وأمَّا المبحث الرابع فقد جاء عن عنايتهم بالشعر في سبيل الاستشهاد به على غريب القرآن ومفرداته وبيانه، وأشرنا إلى جهود ابن عباس رضي الله عنه في هذا السبيل، وكلما تباعد الناس عن عصر نزول القرآن برزت الحاجة إلى معرفة غريب القرآن، فكان الشعر من أهم الوسائل لمعرفة ذلك.
وتحدَّثْتُ في المبحث الخامس عن عنايتهم بتوجيه القراءات في ضوء العربية خدمةً للقرآن الكريم؛ وذلك لأن هناك ارتباطاً وثيقاً بين القراءات ولهجات القبائل العربية، وأشَرْتُ في هذا المبحث إلى نزول القرآن بلهجة قريش التي اشتملت على خصائص كثيرة من لغات القبائل، وقد بذل النحاة جهداً فائقاً لخدمة هذه القراءات المتواترة والشاذَّة في ضوء صناعتهم المحكمة.
ويأتي المبحث السادس عن عنايتهم برسم المصحف، وشرَحْتُ جهودهم في رموز الحركات، ونقط الإعجام، وأشَرْتُ إلى تطور الكتابة العربية إلى أن استقرَّت على ما قرره الخليل الفراهيدي من مصطلحات.
وأخيراً يأتي المبحث السابع عن عنايتهم بعلم الأصوات خدمةً للقرآن الكريم، فقد امتدَّتْ جهود علماء العربية لتشمل طرق أداء القرآن الكريم وقدَّموا لقارئ القرآن وصفاً دقيقاً للحروف العربية ومخارجها، وذلك لإعطاء كل حرف حقَّه، وتُعَدُّ جهودهم في هذا الباب متميزة، في عصر لم يعرف