العمل فوجهوا كل اهتمامهم لإقامة قاعدة وقفية من شأنها أن تكفل استمرار هذا النشاط خدمة للقرآن الكريم، وقد جاء في التقرير السنوي للجمعية:
"رأت الجمعية أنه من الضروري إيجاد موارد ثابتة لصندوقها إضافة إلى التبرعات التي ترد إليها لما في ذلك من فوائد كبيرة ضماناً لاستمرار هذا المشروع الجليل بإذن الله تعالى، وهذه الموارد العينية تمثل ما أمكن بناؤه، وما أوقفه، وتبرع به أهل الخير"(١) .
أوردت الجمعية قائمة بتملكاتها الوقفية حتى عام ١٤١٦هـ، سواء ما أقامته إدارتها بالتبرعات النقدية من مبان، أو ما قدم لها من عقارات، أو أراض تقيم عليها مشروعاتها الوقفية، فجاءت كالتالي:
(١- أولى الخطوات التي قامت بها الجمعية هي التي أثمرت العمارة المؤلفة من ستة أدوار بالمعابدة بالأبطح أمام قصر البطحاء، حيث أقيمت على أرض ذرعها زهاء ألف متر، ويرد أجرها السنوي إلى صندوق الجمعية، وقد تقدمت الجمعية بطلب للملك الراحل خالد بن عبد العزيز طيَّب الله ثراه، وطلبت منه أن يتفضل بمنحها قطعة أرض لإقامة عمارة سكنية تكون وقفاً على هذا المشروع يدر عليها مورداً ثابتاً، وقد تفضل رحمه الله بصرف مليونين وخمسمائة ألف ريال لشراء الأرض المذكورة التي تم بناء العمارة عليها بفضل الله تعالى.
قطعتا الأرض التي تبرع بهما المحسن الكبير معالي السيد حسن عباس شربتلي رحمه الله تعالى لهذا المشروع الجليل: الأولى في شارع
(١) التقرير السنوي للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة عام ١٤١٦، ص١٧.