"ابتدئ بعمارتها في ثاني ربيع الآخر سنة اثنتين وستين وستمائة، ولم يقع الشروع في بنائها حتى رتب السلطان وقفها أوقف عليها ربع السلطان خارج باب زويلة فيما بين باب زويلة وباب الفرج، وكان ربعاً كبيراً وتحت هذا الربع عدة حوانيت هي من أجل الأسواق، وللناس في سكناها رغبة عظيمة، وهذه المدرسة من أجلِّ مدارس القاهرة، ولما فرغ من بنائها يوم الأحد خامس صفر سنة اثنتين وستين وستمائة اجتمع أهل العلم بها وقد فرغ منها، وحضر القراء، وجلس أهل الدروس كل طائفة في إيوان منهم طائفة القراء بالقراءات السبع بالإيوان الغربي، وشيخهم الفقيه كمال الدين المحلي، وقرروا كلهم الدروس، وتناظروا في علومهم"(١) .
المدرسة المنصورية:
"هذه المدرسة من داخل باب المارستان الكبير المنصوري بخط بين القصرين بالقاهرة، أنشأها هي والقبة التي تجاهها والمارستان الملك المنصور قلاوون الألفي الصالحي، على يد الأمير علم الدين سنجر الشجاعي، ورتب بها دروساً أربعة لطوائف الفقهاء الأربعة، ودرساً للطب، ورتب بالقبة درساً للحديث النبوي، ودرساً لتفسير القرآن الكريم، وميعاداً، وكانت هذه التداريس لا يليها إلا أجل الفقهاء المعتبرين