وما ذكر في تفسيرهما من أقوال الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وأئمة الدين رحمهم الله تعالى.
هذا ولما منَّ الله علي بالهدى بعد الضلال، أردت أن أسلك مع السالكين في مسلك التوحيد، وأمشي مع السابقين في ميدان الإخلاص والتجريد، وأُحَدِثَّ بما أنعم الله علي من نور الهدى والإيمان بعد ليالي الشرك والكفران، وأبين ما وفقني له من معاني التوحيد وشُعب الشرك بما يمكنني من التبيان، ولو لم أكن من سُباق هذا الميدان، ولكن أرجو من الرحمن أن أمشي على أثر العارفين بحول الله الكريم المنان.
فاستخرت الله في شرح "كتاب التوحيد" الذي صنفه شيخ الإسلام قامع البدع المشيعة والأمور الشركية الشنيعة، محيي السنن المحمدية والأحكام الشرعية، معتصماً بالكتاب والسنة، تاركاً للأهواء والآراء والبدع المضلة المدلهمة، قاصداً به إظهار دين سيد المرسلين، وبيان ما أمر الله ورسوله بالحجج والبراهين ولو خالفه المبطلون، ممعناً قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} . [البقرة: ١٥٩] .
واستعنت الله على أن يوفقني لما يحب ويرضى من القول السديد والبصر الحديد، بما أمكنني من معاني التوحيد وفوائد الإخلاص والتجريد، رجاء لما عنده من جزيل الثواب، ووقاية من أليم العقاب وسوء الحساب، إنه الكريم الوهاب، وعنده حسن المآب، وأرجوه من فضله العميم، وإحسانه القديم، والرجاء عنده ما يخيب، وهو القريب المجيب، وأن ينفع بما أذكر من نظر إليه بعين التبصر، والله الموفق المعين، وعليه توكلي وبه أستعين.