{اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} . [هود:٥٠] . {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} . [الشعراء: ١٣٧] . وهلم جرا أي كل نبي لما دعا قومه إلى توحيد الألوهية أنكروه واستكبروا وزادوا نفوراً قال تعالى:{كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} . [الذاريات: ٥٢، ٥٣] . فهؤلاء مع تكذبيهم للرسل عبيد الله قال تعالى:{إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} . [مريم: ٩٣] .
وأما عبيد الطاعة الذين قاموا بتوحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وصدقوا الرسل بما جاؤوا به وعملوا بما قالوا، فالله أعلم قول موسى: كل عبادك يقولون هذا يعني بهم عبيد الطاعة الذين قالوا: لا إله إلا الله وعملوا بها فنبه الله تعالى على أنها أفضل الأذكار والأدعية لو أن السماوات السبع وعامرهن وفي رواية وعمارهن غيري مستثنياً نفسه المقدسة لأنه لا يقابلها بشيء ليس كمثله ولم يكن له كفواً أحد في كفة ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهن لا إله إلا الله واعلم أن ليس المراد منها لفظها لأن اللفظ إذا كتب وحط في الميزان لقابله ثلاث شعيرات عن الخلائق والتوكل على رب الخلائق وعبادته وحده لا شريك له فهذا هو المعظم وهو المثقل بالسماوات والأرضيين ومن فيهن إلا الله فتأمل.
وقد ورد فضلها بأحاديث متكاثرة وأخبار متواترة عن جابر