للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أتى به دقاً وجلاً فيدور مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله نفياً وإثباتاً بلا روغان فصارت الشهادة أن محمداً رسول الله والمتابعة له من متممات لا إله إلا الله.

وأما مقتضاها١: سلامة القلب من الشرك والشك والكفر والنفاق والعجب والكبر وتحلي القلب بحلي الإيمان والإخلاص وعظمة الله ووقاره والحب في الله والبغض فيه والرضى بقضاء الله وتسليم الأمر لله ونحو ذلك من الأعمال القلبية وصدق اللسان والذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحدث بنعمة الدين والثناء على الله والشكر له والحمد ونحو ذلك من الأعمال اللسانية، وامتثال أوامر الله بما قال الله ورسوله وقد الله في كتابه العزيز آية جامعة لأصول الأعمال الصالحة، قال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} . [البقرة: ١٧٧] .

قال البيضاوي: والآية كما ترى جامعة للكمالات الإنسانية بأسرها دالة عليها صريحاً أو ضمناً فإنها بكثرتها وتشعبها منحصرة في ثلاثة أشياء: صحة الاعتقاد، وحسن المعاشرة، وتهذيب النفس، وقد أشير إلى الأول بقوله تعالى: {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} . وإلى الثاني بقوله تعالى: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ} . وإلى


١ هذا عود من الشارح لبيان: "مقتضاها" وقد تقدم له بيان له.

<<  <   >  >>