للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأولى باليدين فإن لم يستطع يلزمه الجهاد باللسان وإن لم يستطع فبقلبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" ١.

فهذه ثلاث عشرة مرتبة من الجهاد "من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق".

وأكمل الخلق عند الله عز وجل من كمَّل مراتب الجهاد والناس متفاوتون في منازلهم عند الله بتفاوتهم في مراتب الجهاد ولهذا كان أكمل الخلق وأكرمهم على الله خاتم الأنبياء ورسله فإنه كمل مراتب الجهاد وجاهد في الله حق جهاده وشرع في الجهاد من حيث بعث إلى أن توفاه الله عز وجل فإنه لما نزل عليه: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} . [المدثر: ١- ٥] . شمر عن ساق الدعوة وقام في ذات الله أتم القيام ودعا إلى الله ليلاً ونهاراً وسرًّا وجهراً.

قال الترمذي: حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة ويزيد بن رومان وغيرهما قالوا: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث سنين من أول نبوته مستخفياً ثم أعلن في الرابعة فدعا الناس إلى الإسلام عشر سنين يوافي المواسم كل عام يتبع الحاج في منازلهم وفي المواسم بعكاظ ومجنة فلا يجيبه أحد حتى إنه ليسأل عن القبائل ومنازل العرب قبيلة قبيلة ويقول: أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم، وإذا متم كنتم ملوكاًً


١ أخرجه مسلم (٤٩) والترمذي (٢١٧٢) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً.

<<  <   >  >>