للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شرح الباب ٨

باب في بيان أن من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما من بنية أو حجارة أو قبر أو موطئ أو أثر وما أشبه ذلك أشرك وكفر بالكتاب والسنة

وأما الكتاب فقوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: ١٩-٢٠] . قال غير واحد من السلف:

إن اللات كان رجلاً صالحاً يلت السويق للحاج فمات فعكفوا على قبره فلما تمكن رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثقيف أمر المغيرة بن شعبة وأبا سفيان أن يهدماه.

وأما العزى قال هشام١: حدثني أبي صالح عن ابن عباس قال: كانت العزى شيطانة تأتي ثلاث سمرات ببطن نخلة فلما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد فقال: "إيت بطن نخلة فإنك ستجد ثلاث سمرات فاعضد الأولى فأتاها فعضدها فلما جاء إليه قال: هل رأيت شيئاً؟ قال: لا، قال: فاعضد الثانية، فأتاها فعضدها، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل رأيت شيئاً؟ قال: لا، قال: فاعضد الثالثة، فأتاها فإذا هو بحبشية نافشة شعرها واضعة يديها على عاتقها تصرف بأنيابها وخلفها سدنتها، فقال خالد: كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك ثم ضربها ففلق رأسها فإذا هي حممة ثم عضد الشجرة وقتل السادن ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أن تلك العزى ولا عزى بعدها".

وأما مناة فكانت بالمشلّل عند قديد بين مكة والمدينة وكانت خزاعة والأوس والخزرج في الجاهلية يعظمونها ويهلون منها للحج


١ السيرة لابن هشام (٤/١٣٨)

<<  <   >  >>