إياهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما سيفا علي، قال ابن إسحاق: وكان لحمير وأهل اليمن بيتاً بصنعاء يقال له: إريام وذكر أنه كان به كلب أسود وأن الحَبْرين اللذين ذهبا مع تُبّع استخرجاه وقتلاه وهدما البيت، قال ابن إسحاق: وكانت رضى بيتاً لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد بن مناة بني تميم ولها يقول المستوعر بن ربيعة بن كعب بن سعد حين هدمها في الإسلام:
ولقد شددت على رضاء شدة ... فتركتها فقراً بقاع اسمحا
وقال ابن هشام: يقال إنه عاش ثلاث مائة وثلاثين سنة وهو القائل:
ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وعمرت من عدد السنين مئينا
مائة حذيتها بعدها مائتان لي ... وعمرت من عدد الشهور سنينا
هل ما بقي إلا كما قد فاتنا ... يوم يمر وساعة تحرونا
قال ابن إسحاق: وكان ذو الكعبات لبكر وتغلب بن وائل وإياد بسنداد وله يقول أعشى بن قيس بن ثعلبة:
بين الخورنق والسدير وبارق ... والبيت والكعبات من سنداد
وقال ابن إسحاق: وكان لبني ملكان بن كنانة بن خزيمة بن مدركة صنم يقال له: سعد، صخرة بفلاة من الأرض طويلة، فأقبل رجل من بني ملكان بإبل مؤبلة ليقفها عليه ابتغاء بركته فيما يزعم، فلما رأته الإبل وكانت تهرق عليه الدماء ففرت منه فذهبت في كل وجه فغضب ربها فأخذ حجراً فرماه به ثم قال: لا بارك الله فيك نفرت إبلي، فخرج في طلبها حتى جمعها، فلما اجتمعت له قال:
أتينا إلى سعد ليجمع شملنا ... فشتتنا سعد فلا نحن في سعد
وهل سعد إلا صخرة بتنوفة ... من الأرض لا تدعو بغي ولا رشد