بنيان الإسلام من أساسه، قال تعالى:{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} . [الزمر: ٦٥] . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لعن الله من لعن والديه" ذكر لعن والديه بعد الذبح لغير الله لأنه أكبر الكبائر بعد الشرك بالله، ذكر البخاري عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما الكبائر؟ قال:"الإشراك بالله، قال: ثم ماذا؟ قال: ثم عقوق الوالدين، قال: ثم ماذا؟ قال: ثم اليمين الغموس، قلت: وما اليمين الغموس؟ قال: الذي يقتطع مال امرئ مسلم فيقسم أنه هو فيها كاذب"، الحديث١. ثم قال صلى الله عليه وسلم:"لعن الله من آوى محدثاً" وهذا من الأمور التي تقدح في الإسلام وفي محبة الله، كيف لا ولو تصور أن رجلاً أعان من عصاك بحفظه عنك من أن تؤدبه بما يستحق بغير رضاك غضبت عليه وأبعدته عنك، فكيف رب البرية يأمر فيخالف أمره أحد وينهى عن شيء فيأتيه ثم تؤوي هذا المخالف عن الأدب وتعينه فكيف لا يستحق آوي المخالف المحدث الطرد والمنع عن رحمة الله؟ فتأمل.
ثم قال صلى الله عليه وسلم:"لعن الله من غيّر منار الأرض" أي رسومها، وأمارتها التي تدل على اعتزال كل حق آدمي عن حق آخر، وذلك لأنه ظلمه بتغيير حقه وأخذ من غير حق فحينئذ يستحق من الله الطرد والمنع عن رحمته، رواه مسلم.
والحديث الثاني على نهي الذبح لغير الله وشركيته. وعن طارق بن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "دخل الجنة رجل