باب ما جاء ف بيان ما يدل على أن التغليظ يلزم الذي يطيع الله ورسوله
غيرة منه على دينه عز وجل فيمن عبد الله خالصاً لكن عند قبر رجل صالح حذرا من الفتنة والشرك هذا إذا كان غير الله فكيف إذا عبده فيكون التغليظ أولى وألزم وفي الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها- أن أم سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنسية رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور والتماثيل لما كانوا يصورون عيسى وأمه والأنبياء تعظيماً لهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح –شك في الراوي- بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق" ١. لنبذهم حكم الله ورسوله واتباعهم الآباء والأهواء فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين اللتين أكثر الناس قد ضلوا بهما إحداهما فتنة القبور وقد ضلت بها أمم لا يحصيهم إلا الله، والثانية فتنة التماثيل وقد ضلت بها فئام أيضاً ولهما عنها قالت: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم أي وقع به الأمر اللازم الذي ليس لأحد عنه مفر طفق أي شرع يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها فقال وهو كذلك أي في هذه الحالة لشدة اهتمامه واعتنائه بالوحدانية التي هي زبدة الرسالة: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". يحذر صلى الله عليه وسلم بقوله أمته عن ما صنعوا ولولا ذلك الحذر لأبرز قبره