للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر السند إلى أن قال عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة"، قال وذو الخلصة طاغية دوس التي كانوا يعبدونها في الجاهلية١. وروى مسلم من رواية في صحيحه عن عائشة مرفوعاً: "لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى" ٢.

ففي هذه الأحاديث رد على الذين ينكرون وقوع الشرك وعبادة الأوثان في الأمة المحمدية فمن فهم ما أخبر الله تعالى في كتابه وأخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ورأى الناس ورأى الواقع من غالب الناس ما أخبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم به سواء بل زيَّدوا أموراً شركية ليس في الأولين لها شبيه، وقد نظمت على هذا المعنى:

فعند ثقيف كان قبة لاتهم ... والآن في كل المواضع ذا الصنع

ففي كل أرض قبة مثل لاتهم ... تعظم ترجى جلب نفع مع الدفع

وفي نخلة العزى زمان قريشهم ... وكم سدرة الآن تقصد للنفع

هناك مناة كما مناة زماننا ... فكم صخرة الآن تقصد للدفع

وأن نزل الوادي استعاذت قريش ... والآن كل يستعيذ من الخمع

فكم ذبحت للجن سودا دجاجة ... وكم بيضة كم من بسيس من الوجع

وقد زادني ذا الوقت أهل زماننا ... تعلقهم بالروث والضرس والودع

وبالعين جحر النمل موط لصالح ... وبالبيض عظم الرأس في النخل والزرع

معابيدهم شتى مقاصدهم شتى ... فكل له مولى إذا ناب من فجع

ومهما أرادوا حاجة قصدوا لهم ... مقاماً وشيئاً من خرى الكلب والضبع

وقالوابها تقضى معاضل أمرنا ... بقصد صحيح بالخضوع وبالخشع


١ أخرجه البخاري (٧١١٦) ومسلم (٢٩٠٦) من حديث أبي هريرة.
٢ أخرجه مسلم (٢٩٠٧) من حديث عائشة.

<<  <   >  >>