قوله فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتاً ثم حملت فأتاهما فذكر لهما فأدركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث فذلك قوله تعالى:{جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} . رواه ابن أبي حاتم١.
قلت: معلوم بالضرورة أنهم لم يجعلوه عبد الحارث حقيقة ولكن مجازاً خوفاً مما جرى وحبًّل للولد فلم يعذرهم الله بذلك وصرح في كلامه بياناً لعباده أنهم جعلا له شركاء فيما آتاهما بتسميتهما الولد عبد الحارث ولو قصدوه مجازاً وعلى هذا فقس جميع من يعبد بغيره كعبد الرسول وعبد علي وعبد الشيخ وعبد السيد وأشباه ذلك وله بسند صحيح عن قتادة قال: شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله: {لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً}[الأعراف: ١٨٩] . قال: أشفقا ألا يكون إنساناً وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما. لعله خوفاً من الله تعالى عقوبة حيث عصوا الله تعالى في أكل الشجرة.
١ أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (٢/٢٧٨) من طريق ابن المبارك عن شريك عن خصيف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به. رواه أحمد (٥/١١) والترمذي (٣٠٧٧) وحسنه. والحاكم (٢/٥٤٥) وصححه. ووافقه الذهبي لكن في الميزان (٣/١٧٩) قال: "حديث منكر". وانظر تفسير ابن كثير: ٢/٢٧٤-٢٧٥.