{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} . [الأعراف: ٥٥] . قال الحسن: بين دعوة السر والعلانية سبعون ضعفاً وقد كان الصحابة والتابعون ومن تبعهم بإحسان يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كانت همساً بينهم وبين ربهم وذلك أن الله تعالى يقول: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} . [الأعراف: ٥٥] . وأن الله ذكر عبداً صالحاً ورضي بفعله فقال تعالى:{إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً} . [مريم: ٣] . فإذا علمت ذلك فاعلم أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل وقد مضى في تعريف الدعاء المستحسن المستجاب، والأوقات، والأحوال، ما فيه كفاية.
تنبيه: اعلم أن أسماء الله كلها عظيمة لا يجوز تفضيل بعضها على بعض ذهب إلى ذلك قوم منهم أبو جعفر الطبري، وأبو الحسن الأشعري، وأبو حاتم ابن حبان، وأبو بكر الباقلاني، ونحوه قول مالك وغيره، كما لا يجوز تفضيل بعض القرآن على بعض، وحمل هؤلاء ما ورد في ذكر الاسم الأعظم على أن المراد به العظيم. وعبارة الطبري:"اختلفت الآثار في تبيين الاسم الأعظم والذي عندي أن الأقوال كلها صحيحة إذ لم يرد في خبر منها أنه الاسم الأعظم ولا شيء أعظم منه، فكأنه يقول: كل اسم من أسمائه تعالى يجوز وصفه بكونه أعظم فيرجع إلى معنى عظيم".
وقال ابن حبان: الأعظمية الواردة في الأخبار المراد بها مزيد ثواب الداعي بذلك كما أطلق ذلك في القرآن، والمراد به مزيد ثواب القارئ.
والقول الثاني: أنه مما استأثر الله بعلمه، وَلَمْ يُطْلع عليه أحداً من خلقه كما قيل بذلك في ليلة القدر، وفي ساعة الإجابة، وفي الصلاة الوسطى.
القول الثالث: أنه (هو) نقله الإمام الفخر الرازي عن بعض أهل