"تعريف أهل الإيمان بصحة حديث صورة الرحمن" وذلك لما احتواه من فوائد جمة لا يستغني الباحث عنها وإليك نص المقال: الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فبمناسبة إنكار الإمام ابن خزيمة رحمه الله تعالى لحديث الصورة في كتاب التوحيد له ص ٢٧ الذي أخرجه ابن أبي عاصم وغيره، وقلده من قلده في ذلك، بناء على أنه أي ابن خزيمة لم يقف له على سند ثابت، فبمناسبة هذا الإنكار منه رأيت أن أبين في هذه الأوراق ماء جاء عن الأئمة في هذا الحديث مع بيان طرقه الدالة على ثبوته وصحته، وقبل الإمام ابن خزيمة في إنكار حديث الصورة الإمام مالك كما سيأتي عنه في محله إن شاء الله وقد ذكرنا هناك أن الإمام مالك أنكر هذا الحديث لأمرين: أولًا لعدم بلوغ الرواية الصحيحة إليه. وثانيًا على فرض بلوغها إليه أنه أنكره سدًّا للذريعة، وإلا فحديث الصورة بجميع طرقه ليس بأغرب من أحاديث اليد والرجل والقدم والعينين، كما ذكره أديب أهل السنة ابن قتيبة الدينوري. قد صرح في كتابه "مختلف الحديث" بقوله: والذي عندي والله تعالى أعلم أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع وإنما وقع الأِلْف لتلك لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشة مِنْ هذه لأنها لم تأت في القرآن. ونحن نؤمن بالجميع ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد. وحفاظًا على السنة النبوية والعقيدة السلفية من التلاعب بهما أذكر فيما يلي الطرق الثابتة لحديث الصورة مع بيان من خرجه ومن صححه. فأقول وبالله أصول: الكلام على حديث الصورة ينحصر فيما يلي: أ) متنه.