حسن الخلق مع الله نحو أقداره أن ترضى بما قدر الله لك، وأن تطمئن إليه.
وأن تعلم أن الله سبحانه وتعالى ـ ما قدره لك إلا لحكمة وغاية محمودة يستحق عليها الشكر، وعلى هذا فإن حسن الخلق مع الله نحو أقداره هو أن الإنسان يرضى ويستسلم ويطمئن. ولهذا امتدح الله تعالى الصابرين:{الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون} . [البقرة: ١٥٦] . وقال:{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} . [البقرة: ١٥٥] .
ونوجز ما سبق:
نقول: إن حسن الخلق كما يكون في معاملة الخلق يكون في معاملة الخالق، وإن حسن الخلق في معاملة الخالق هو تلقي أخباره بالتصديق وتلقي أحكامه بالقبول والتطبيق. وتلقي أقداره بالصبر والرضا. هذا حسن الخلق مع الله.
أما حسن الخلق مع المخلوق فعرفه بعضهم. ويذكر عن الحسن البصري أنه "كف الأذى، وبذل الندى، وطلاقة الوجه".
ثلاثة أمور:
١ـ كف الأذى.
٢ـ بذل الندى.
٣ـ طلاقة الوجه.
الأول: كف الأذى: ومعنى كف الأذى: أن الإنسان يكف أذاه عن غيره سواء كان هذا الأذى يتعلق بالمال، أو يتعلق بالنفس، أو يتعلق بالعرض. فمن لم يكف أذاه عن الخلق فليس من حسن الخُلق، بل هو سيئ الخُلق.
وقد أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم في أعظم مجمع اجتمع به في أمته. قال: "إن دماءكم،