للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فأجاب قائلا: طلب العلم أفضل وأولى، وبإمكان طالب العلم أن يدعو وهو يطلب العلم، ولا يمكن أن يقوم بالدعوة إلى الله وهو على غير علم، قال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} [يوسف: ١٠٨] .

فكيف يكون هناك دعوة بلا علم؟ ولا أحد دعا بدون علم أبدًا، ومن يدعو بدون علم لا يوفق.

٤٤- سئل فضيلة الشيخ: إذا كان آفة العلم النسيان فما الأمور أو الطرق التي تعين على ضبط العلم؟

الجواب: أن يهتدي الإنسان بعلمه قال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد: ١٧] .

ومنها: أن يكب على طلب العلم همه وهاجسه. ومنها: أن يتعاهده بالحفظ والمذاكرة.

ومنها: أن يستحضر الحكم ودليله عند كل عمل يقوم به. فلا يجعل طلب العلم عند التفرغ فقط، ولهذا يقولون: أعط العلم كلك يعطيك بعضه، وأعط العلم بعضك لا يعطيك شيئًا، فلا بد من الإكباب على طلب العلم ليلا ونهارًا، والمناقشة وتطبيق ما علمت على ما عملت حتى يبقى العلم.

٤٥- سئل فضيلة الشيخ: ما توجيهكم - حفظكم الله تعالى - لطلاب العلم حيث يلاحظ الإهمال وعدم الجد مما له آثار سيئة في التحصيل العلمي؟

فأجاب بقوله: يجب على طلاب العلم أن يبذلوا غاية الجهد في تحصيل العلم، حتى يدركوا المعلومات إدراكًا قويًّا، راسخًا في نفوسهم؛ لأنهم إذا اجتهدوا أخذوا العلوم شيئًا فشيئًا سهلت عليهم ورسخت في نفوسهم وسيطروا عليها سيطرة تامة، وإن أنتم يا طلاب العلم أهملتم وتهاونتم انطوى عنكم الزمن، وتراكمت عليكم الدروس، فأصبحتم عاجزين عن تصورها فضلا عن تحقيقها فندمتم حين لا تنفع الندامة.

٤٦- وسئل فضيلته: نرجو من سماحتكم - حفظكم الله تعالى - توجيه نصيحة لمن عمل في مجال التدريس، عسى الله أن ينفع بها وجزاكم الله خيرًا؟

<<  <   >  >>