إحضاري وكيل له يقال له إبراهيم بن داران وطالبته بإحضار الأدلاء لمسامحة قرية تعرف بباصيري السفلى فقال لي يا سيدي قد وجهت في ذلك فقلت له أنا على الطريق جالس وما اجتاز بي أحد فقال لي أما رأيت الكلب الذي كان بين أيدينا قد وجَّهتُ به فغلط ذلك من قوله ونلت من عِرضه وأمرت بما أنا أستغفر الله عزّ وجلَّ منه فقال إن لم يحضرِ القوم الساعة فأنت من دمي في حلٍّ فما مكثُ بعد هذا القول إلا ساعة حتى وافَى القومُ مسرعين والكلب بين أيديهم فسألته كيف تُحمِّله الرسالة فقال أشدُّ في عنُقه رقعةً بما أحتاج إليه وأطرحه على المحجَّة فيقصد القوم وقد عرفوا الخبر فيقرؤون الرقعة فيمتثلون ما فيها وحدثني لصٌ تائبٌ قال دخلتُ مدينةً قد ذكروها إلي فجعلت أطالب شيئاً أسرقه فلم أُصِب ووقعَت عينيّ على صير في مُوسرٍ فما زلت أحتالُ حتى سرقت كيسا له وانسللت فما جزتُ غير بعيد وإذا عجوز معَها كلبٌ قد وقعت على صدري تبوسني وتلزمني وتقول يابني فديتك والكلب يبصبص ويلوذ بي ووقف الناس ينظرون إلينا وجعلت المرأة تقول بالله انظروا إلى الكلب كيف قد عرفه فعجب الناس من ذلك وشككتُ أنا في نفسي وقلتُ لعلّها أرضعتني وأنا لا أعرفها وقالت سِر معي إلى البيت أقيم عندي فلا تفارقني حتى مضيت معها إلى بيتها وإذا عندها