للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يلاحظ في هذه الرواية بيان ما كان يكتب فيه حينذاك وهو الجلود بعد دباغتها وتنظيفها، وبيان محتويات المكتوب وأنه في صيغة معاهدة لأهل هذه القبيلة فيها أمرهم ببعض التشريعات والالتزام لهم كذلك بحق الأمان المكفول من الله تعالى ومن رسوله صلى الله عليه وسلم.

كما أن في الرواية أن الصحابي الذي حمل إليهم هذه المعاهدة المكتوبة قد حفظ أيضا في صدره غيرها مما سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم وأداه لمن سألوه من أهل البصرة وهو في طريقه إلى قومه بالكتاب المذكور.

وعن الضحاك بن سفيان الكلابي - ممن وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم - وكان والياً على قومه، وقد روى سعيد بن المسيب عنه: "أن الرسول صلى الله عليه وسلم كتب إليه أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها" (١) .

وعن رافع بن خديج رضي الله عنه أنه قال لمروان بن الحكم: إن مكة إن لم تكن حراماً، فإن المدينة حرم، حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مكتوب عندنا في أديم خولاني، إن شئت أن نقرئكه فعلنا، فناداه مروان: أجَلْ بلغنا ذلك (٢) وله شاهد في صحيح مسلم يرقيه إلى الصحيح لغيره (٣) والأديم الخولاني نوع من الجلود، وسبق في الحديث السابق أنه كان مكتوبا في جلد أيضا.

ومن هذا الحديث يستفاد أن رافعاً - رضي الله عنه - كان يحتفظ ببعض الأحاديث المكتوبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويرجع إليها في مناسبتها للاحتجاج بها.


(١) ينظر الإصابة (٢/ ترجمة ٤١٦٦) والمنتقى لابن الجارود مع تخريجه غوث المكدود (حديث / ٩٦٦) وجامع الترمذي حديث (٢١١٠) وقال: حسن صحيح.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده (٤/ ١٤١ حديث ١٧٢٧٢) .
(٣) صحيح مسلم (حديث/ ١٣٦١، ٤٥٧) .

<<  <   >  >>