لم يكن القرآن كتاب دعوة وتشريع حسب، بل كان آية على بدء حياة جديدة كل الجدة للعرب أولاً وعامة المسلمين، ثانياً: فقد بث - حباً متدفقاً أبداً لكل مجالات المعرفة ولكن هذه الورقة تقصر اهتمامها على ما دار حوله هو من معرفة.
وهي معارف كثيرة ومتنوعة، فقد كان القرآن مصدر الفقه وأصوله، والتشريع، والأخلاق، وعلم الكلام - وكان الدافع الأول إلى علوم اللغة والنحو والبلاغة - وتقصر هذه الورقة عنايتها على ما دار حوله من علوم اللغة.
وهي أيضاً كثيرة ومتنوعة. فقد ألف المسلمون أنواعاً جمة من الكتب التي تبتغي توضيح عباراته وإبانة مدلولاته ومن ثم وجدنا كتباً تحمل عنوان التفسير، وأخرى تحمل عنوان الغريب، وثالثة تسمى المعاني، ورابعة تسمى المشكل، وخامسة تدعى الإعراب. إلخ.
وهذه الدراسة تجعل ميدانها ما سمى "غريب القرآن" فقط، على الرغم من التقارب الشديد بينه وبين "معاني القرآن" مما جعل بعض العلماء القدماء يخلطون بينهما.
وأقدم من عزى إليه كتاب بهذا العنوان عبد الله بن عباس (٣ق. هـ – ٦٨/٦١٩-٦٨) وجاء في كتاب تاريخ الأدب العربي لبروكلمن أنه توجد نسخة منه في مكتبة برلين (١/٣٣) غير أننا لا ندري ماذا فعلت بها أحداث