ووجدت في علاج الألفاظ نفسها مذاهب، فكان من المؤلفين من جمع كتابه من كل شيء، مثل ابن قتيبة، ومنهم من مال إلى الاختصار مثل المتأخرين ولاسيما أبو حيان، ومنهم من كان يأخذ من المفسرين، كابن قتيبة وابن الشحنة، ومنهم من غلبت عليه النظرة اللغوية كسائرهم، فاختفت من كتبهم أسماء مجاهد وعكرمة والحسن وغيرهم. واعتمد القدماء على الشعر في الاستشهاد منذ أولهم أبان البكري، ثم اعتمد ابن قتيبة على الحديث أيضاً، وانتقل ذلك منهم إلى غيرهما. وحاول بعضهم أن يتبع دوران الألفاظ في السور المختلفة. فظهر ذلك بصورة أولية بادئة عند السجستاني، واشتد إلى درجة لا بأس بها عند الراغب وانتظم عند المحدثين واختلف عنهم الرغب في عنايته بالصور المجازية المستمدة من الألفاظ القرآنية ويدل هذا على أن الراغب هو القمة التي وصلت إليها حركة التأليف في غريب القرآن، في الترتيب والعلاج.