للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَلَا تُكَلِّمُونِي} ١.

ويتلو: {يَاأَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} ٢.

إن المؤمن ليقرأ القرآن وهو بين الخوف والرجاء، يهفو قلبه إلى موعود الله، وتخشع جوارحه لله، وينيب قلبه إلى مولاه، ويزداد إيمانه بربه كلما تلى آياته وكلما تدبر وتفكر في كون الله الواسع.

وإن هذا كله يؤدي إلى حضور الذهن بصفة دائمة، وهو ضروري لتثبيت اللفظ والمعنى في الذاكرة، وإن "التفاعل" بين القارئ والمقروء والسامع والمسموع ادعى إلى الرسوخ والتثبيت ...

يقول عبد الله بن العباس ـ رضي الله عنهما ـ لأن أقرأ البقرة في ليلة وأتفكر فيها أحب إليّ من أن أقرأ القرآن هذرمة٣.

ويقول محمد بن كعب القرظي "١١٨هـ" لأن أقرأ في ليلتي حتى أصبح {إِذَا زُلْزِلَتْ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} و {الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ} لا أزيد عليهما وأتفكر فيهما وأتردد، أحب إليّ من


١ سورة المؤمنون، الآيتان: ١٠٧ـ ١٠٨.
٢ سورة الانفطار، الآية:٦.
٣ صفة الصفوة١/٧٥٤ والهذرمة: الإسراع في القراءة.

<<  <   >  >>