للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(الخامسة) : أن من أكبر قواعدهم الاغترار بالأكثر، ويحتجون به على صحة الشيء، ويستدلون على بطلان الشيء بغربته وقلة أهله، فأتاهم بضد ذلك وأوضحه في غير موضع من القرآن ١.

(السادسة) : الاحتجاج بالمتقدمين كقوله: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى} ٢، {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ} ٣.

(السابعة) : الاستدلال بقوم ٤ أعطوا قوى في الأفهام والأعمال وفي الملك والمال والجاه، فرد الله ذلك بقوله: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ} ٥ الآية، وقوله: {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} ٦، وقوله: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} ٧ الآية.

(الثامنة) : الاستدلال على بطلان الشيء بأنه لم يتبعه إلا الضعفاء كقوله ٨:


١ من ذلك قوله تعالى في سورة الأنعام: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} ، ومنه قوله تعالى: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} .
٢ سورة طه آية: ٥١.
٣ سورة المؤمنون آية: ٢٤.
٤ " أي ضالين".
٥ سورة الأحقاف آية: ٢٦.
٦ سورة البقرة آية: ٨٩.
٧ سورة البقرة آية: ١٤٦.
٨ أي حكاية عن أولئك المستدلين ذلك الاستدلال الباطل.

<<  <   >  >>