للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الرسالة الثالثة تفسير كلمة التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لوليه، والصلاة والسلام على نبيه، سئل الشيخ محمد رحمه الله تعالى عن معنى "لا إله إلا الله"، فأجاب بقوله: اعلم رحمك الله تعالى أن هذه الكلمة هي الفارقة بين الكفر والإسلام، وهي كلمة التقوى، وهي العروة الوثقى، وهي التي جعلها إبراهيم عليه السلام كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون.

وليس المراد قولها باللسان مع الجهل بمعناها، فإن المنافقين يقولونها وهم تحت الكفار في الدرك الأسفل من النار، مع كونهم يصلون ويتصدقون.

ولكن المراد قولها مع معرفتها بالقلب، ومحبتها ومحبة أهلها، وبغض من خالفها ومعاداته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله مخلصا" ١ وفي رواية: "خالصا من قلبه" وفي رواية: "صادقا من قلبه" وفي حديث آخر: " "من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله" ٢، إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على جهالة أكثر الناس بهذه الشهادة.

فاعلم أن هذه الكلمة


١ أحمد (٥/٢٣٦) .
٢ صحيح مسلم: كتاب الإيمان (٢٣) .

<<  <   >  >>