للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أثر منهج المحدثين في تصحيح صورة السيرة النبوية]

١- النبوة والوحي:

إسلام ورقة بن نوفل:

نقل الشيخ محمد بن محمد أبو شهبة (١) حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه لما توفي ورقة قال: "لقد رأيت القسّ – وهو رجل الدين النصراني – في الجنّة عليه ثياب الحرير، لأنه آمن بي وصدقني" رواه أبو نُعيم والبيهقي في الدلائل الصحيح: قال أبو نُعيم: فهذا منقطع. وقال ابن كثير (٢) : مرسل وفيه غرابة وهو كون الفاتحة أول ما نزل (٣) .

علاقة ورقة بالإسلام:

يقول مونتجمري واط: "ومن الأفضل الافتراض بأن محمداً كان قد عقد صلات مستمرة مع ورقة منذ وقت مبكر، وتعلّم أشياء كثيرة، وقد تأثرت التعاليم الإسلامية اللاحقة كثيراً بأفكار ورقة، وهذا يعود بنا إلى طرح مشكلة العلاقة بين الوحي الذي نزل على محمد والوحي السابق له".

الصحيح: توضح رواية البخاري أن لقاءً واحداً تم بين الاثنين، وأنه احتاج إلى تدخل من خديجة ـ رضي الله عنها - ابنة عم ورقة.

وقد فتر الوحي ومات ورقة بعد ثلاث سنوات من بدء الوحي ووقوع اللقاء، وبقي الرسول صلى الله عليه وسلم يتلو ما يتنزل من قرآن ثلاثاً وعشرين سنة حتى كمل التنزيل في عصر يوم الجمعة بعرفات في ذي الحجة سنة١٠هـ.


(١) كتابه "السيرة النبوية في ضوء الكتاب والسنة" ص٨٤
(٢) البداية والنهاية ٣/٩.
(٣) أبو نعيم: الدلائل ١٥٨ – ١٥٩.

<<  <   >  >>