للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ (وهو ما جاء به القرآن الآن) وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ (وأهواؤهم ما اختلفوا فيه عن القرآن) لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ (وقد شاءت إرادة الله أن تكون «الأصول» للعقيدة في الأديان السماوية الثلاثة، واحدة، وإن تعددت مناهجها وشرائعها بقصد الابتلاء والاختبار (١). وإذا كانت الأصول في العقيدة في الرسالات الإلهية واحدة للكتب الثلاثة فآخرها وهو القرآن يجب أن يكون صاحب الهيمنة، وأن يكون وحدة: [الفاصل] بين الحق، والباطل.

هل ما تم في الإسراء إلى المسجد الأقصى وما جد للرسول - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - من آيات هناك: يمكن أن يتذكره المسلمون ويستعيدوا صورته عند زيارتهم للمسجد في «وادي راحة» بسيناء؟ فقد جاء قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} (٢).

إن «المسجد الأقصى» بالقدس له مكانته التاريخية في رسالة الله. فليس له عوض وبديل من الوجهة الدينية. وطالما ليس له بديل، وشأنه شأن المسجد الحرام بمكة وشأ، مسجد الرسول - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - بيثرب، فلا يغطي إقامة «مجمع الأديان» بوادي الراحة


(١) [المائدة: ٤٨].
(٢) [الإسراء: ١].

<<  <   >  >>