للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إنسان كذلك. فليس من الله في شيء، وكل ما لله في وجوده: أنه أمر به فكان).

{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، (ومن بين هؤلاء الرسل عيسى)، {وَلاَ تَقُولُوا ثَلاَثَةٌ، (ولا تشركوا بالله بتأليهكم المسيح وأمه مريم، بالإضافة إلى الله وبذلك تعتقدون في تثليث إلهي) انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ (أي عن هذا التصور للألوهية) إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ (كما يَدَّعِي أرباب التثليث من أهل الكتاب). لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً} (١) ..

ويضيف القرآن إلى توضيح حقيقة الاعتقاد، كما جاءت بها الرسالة المحمدية: أن المسيح نفسه لا يأبى أن يقال عنه: إنه إنسان عبد لله سبحانه، كما لا تأبى الملائكة الذين هم أكثر قربًا فيما بينهم من الله: أن يقال عنهم: إنهم عباد الله:

{لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ (وليس إلهًا كما يعتقد حواريوه فيه) وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} (٢).


(١) [النساء: ١٧١].
(٢) [النساء: ١٧٢، ١٧٣].

<<  <   >  >>