للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فتأمل في قلبك أيها المسلم؛ هل يكون معك في المسجد، وإذا خرجت حنَّ إلى العودة مرَّة أخرى؟ أم أنَّك تتركه خارج المسجد، فإذا خرجت صحبك؟ !

إن الشوق إلى عمارة بيوت الله دليل على الفلاح .. وبرهان على التوفيق ..

قال عدي بن حاتم - رضي الله عنه -: (ما دخل وقت صلاة، حتى أشتاق إليها).

وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: (ما دخل علي وقت صلاة إلا وقد أخذت أهبتها، ولا دخل علي قضاء فرض إلا وأنا إليه مشتاق).

وسعيد هذا هو القائل: (من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة، فقد ملأ البر والبحر عبادة! ).

فرضي الله عن أولئك الأطهار؛ شغلتهم الطاعات عن دنيا الغرور .. وارتفعت هممهم إلى تحصيل الثواب الموفور .. وأعدُّوا الصالحات لشدائد يوم النشور ..

فأين أنت أيها الغافل من هذه المناقب العليَّة؟ !

يا من شغلتك الدنيا بسرابها الكاذب!

ويا من غرَّتك الأماني ببريقها الخدَّاع!

أفق من سكراتك قبل أن لا تفيق! واعمل ليوم موتك قبل أن لا تعمل! وحاسب نفسك قبل أن تحاسب!

تزوَّدْ من معاشك للمعاد ... وقُمْ لله واعْمَلْ خيرَ زادِ

ولا تجمع من الدُّنيا كثيرًا

<<  <   >  >>