في مجتمع ما يختلف قدراً وكيفية عنه في مجتمع آخر، ومقدار الضرورة التي تبيح المحظور تختلف مع الشخص في حالة عن حالة، فهل يجوز أن نلزم مسلماً يعيش في مجتمع كافر يحارب الإسلام أن يظهر إسلامه ويعلنه ويؤدي الشعائر في أوقاتها وقد يتعرض في سبيل ذلك إلى الطرد والإبعاد والحرمان من دراسته. وهل يكون هذا الحكم، أعين السماح لهذا الشخص بإخفاء عقيدته وإيمانه هو الحكم لشخص آخر يعيش بين كفار لا يعادون الإسلام ولا يتعرضون لم يخالفهم في دينهم وعقيدتهم.
إن مقدار العمل اللازم للإيمان سيحدده الظرف والمجتمع وحكم المؤمنين المخلصين الذين يقبل الله شهادتهم كما قال تعالى:{وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً}(البقرة: ١٤٣) . وقد أخبر الرسول أن هذه الأمة شهادتها عند الله مقبولة، فقد حملت جنازة فأثنى عليها المؤمنون خيراً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [وجبت.. قالوا: ما وجبت يا رسول الله؟ قال: حملت جنازة فأثنيتم عليها خيراً فقلت وجبت أي الجنة، وحملت جنازة فأثنيتم عليها شراً فقلت وجبت أي النار أنتم شهداء