وهذا الحديث بالطبع لا يقتضي الحكم بالكفر والإيمان كحكم نهائي لأن التقييم الأخير إنما هو لله سبحانه وتعالى العليم بالسرائر، ولكنه شاهد على أن العمل الظاهر غالباً ما يدل على الاعتقاد الباطن، ولذلك صوب رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم بشهادة المؤمنين. ولن يستطيع مجموع المؤمنين في مجتمع ما تكفير رجل لا يؤدي شيئاً من الشعائر إلا إذا أعرب لسانه أنه ترك هذا استنكافاً لأمر الله عز وجل وعلواً عليه، وحتى الصلاة التي لا يعتد بإيمان رجل لا يؤديها لوقتها فإن تكفير تاركها مرتبط دائماً بإقامة الحجة عليه وذلك لا يكون إلا بعد علمه بالآيات والأحاديث في شأن تارك الصلاة.
وخلاصة هذا الأمر أننا لا نملك كمية محددة من الأعمال يلزم بها من يقول لا إله إلا الله ويكفر تاركها وذلك كما قلت لاختلاف الظروف والمجتمعات اختلافاً بيناً في زماننا ولكن هناك حكم المؤمنين المخلصين في كل مجتمع على أنفسهم وعلى غيرهم، وهذا الحكم