(ا) لقد كانت هذه العقيدة تعني الإيمان بالإله الواحد خالق الكون ومدبر شؤونه والذي له الطاعة المطلقة والخضوع الكامل والخروج من معسكر الشرك إلى معسكر الإيمان عقيدة وتشريعاً وحباً وعاطفة فيكون ولاء المسلم لدينه وعقيدته وأهل دينه. ولا شك أن المسلمين كانوا يتفاوتون في مقدار تطبيق التزامات هذه العقيدة، فكان بعضهم يتهاون في القطاعات أو يقارف المنكرات والمعاصي ولكنه محافظ على الأصل السابق.
(ب) ابتدأت العقيدة الناصعة الواضحة تضعف في النفوس، وينشأ في المسلمين أجيال يرثون الإسلام وراثة فيحملون أسماء إسلامية ويتكلمون لغة القرآن العربية، وينسبون إلى اسم الإسلام ويضعف لديهم مفهوم (لا إله إلا الله) فلا يدركون منه إلا أنه (لا خالق إلا الله) أو (لا موجود إلا الله) وابتدأ يظهر فيهم -بفعل المؤثرات المختلفة- الشرك بكل صوره ومظاهره من عبادة القبور ودعائها بل والأشجار والأحجار.. ثم جاء فصل تشريع الإسلام عن حياتهم وإقرار شريعة الكفر في بلادهم فنشأ فيهم من تحمس لذلك، ووصف شريعة الإسلام بالجمود والرجعية وأنها تستحيل على التطبيق في مجتمع الذرة والصاروخ، والعجب بعد..