١- اللغة العربية بحسب وضعها فيها كثير من الصور البلاغية والبيانية التي تلجأ إلى التمثيل والتشبيه والاستعارة والكناية، وفيها من وجوه المجاز ما فيها. ولقد ساعد هذا على اختلاف الآراء وتباين الأفكار، ليس في الأمور العملية الشرعية وحدها بل وأيضاً في الأمور العقائدية الإيمانية. وليست هذه ثغرة في اللغة العربية أو نقص، وإنما كل اللغات كذلك، وإن كان اللغة العربية أثراها، وأكثرها تصرفاً في القول وتحسيناً في البيان وهذا في حقيقته ميزة وليس بثغرة إذا عرف الأصل الذي تحدثت عنه آنفاً وهو وجوب تفسير كلام المتكلم حسب المعنى الذي يريده لا حسب المعنى الذي يحتمله اللفظ.
٢- استغل المبطلون من أعداء الإسلام وأهل الأهواء هذا فلجأوا إلى تحريف الإسلام من داخله بدعوى أن هذا مضمون اللفظ والمعنى المقصود، ولجأوا إلى تحريف الآيات والأحاديث التي تعارض المعنى الخبيث الذي يريدون الوصول إليه.
ثم جاء من يحمل كلام الله على معان لا يريدها الله ورسوله جملة وتفصيلاً وبذلك نشأت التأويلات البعيدة وكلها تحت ستار الإسلام.