للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لازم المحبة الكاملة، لقوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ} ١ الآية وقال في صفة المحبين: {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ} ٢.

وهم الذين يرضى الله لرضاهم، ويغضب لغضبهم، كما قال لأبي بكر: "لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك" ٣، إذ هم إنما يرضون لرضاه، ويغضبون لغضبه. وقال: "ما ترددت في شيء ... " ٤ إلخ؛ لأن التردد تعارض إرادتين، وهو سبحانه يحب ما يحب عبده، ويكره ما يكره، وقد قضى بالموت وهو يريد إماتته، فسماه ترددا.

(١٥) كل مولود على الفطرة

فإنه سبحانه فطر القلوب على أنه ليس في محبوباتها ومراداتها ما تطمئن إليه وتنتهي إليه إلا الله (، وإلا فكل ما أحبه المحب يحبه في نفسه لكن قلبه يطلب سواه ويحب أمرا غيره يتألهه ويضمه إليه، ويطمئن إليه، ويرى ما يشبهه من أجناسه. ولهذا قال: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} ٥.

(١٦) "أين المتحابون بجلالي"

تنبيه على ما في قلوبهم من إجلال الله وتعظيمه مع التحاب، وهؤلاء هم الذين جاء فيهم "وجبت محبتي للمتحابين في والمتباذلين في. إلخ" ٦ قاله: ردا على من ترك الخوف مع المحبة. ٧

(١٧) رؤيته صلى الله عليه وسلم ربه بعيني رأسه،

لم يثبت عنه، ولا عن أحد من الصحابة، ولا الأئمة المشهورين لا أحمد ولا غيره، لكن ثبت


١ سورة التوبة آية: ٢٤.
٢ سورة المائدة آية: ٥٤.
٣ مسلم: فضائل الصحابة (٢٥٠٤) , وأحمد (٥/٦٤) .
٤ أحمد (٦/٢٥٦) .
٥ سورة الرعد آية: ٢٨.
٦ الترمذي: الزهد (٢٣٩٠) , وأحمد (٥/٢٣٣) , ومالك: الجامع (١٧٧٩) .
٧ مراده الرد على من زعم أنه لا مجمع بين الخوف والمحبة.

<<  <   >  >>