للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فارتعوا" ١.

وقوله:"ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة" ٢ فهي روضة لأهل العلم والإيمان؛ لما يقوم بقلوبهم من شواهد الجنة حتى كأنها لهم رأي العين. وإذا قعد المنافق هناك لم يكن ذلك المكان في حقه روضة من رياض الجنة، فالعمل إنما هو على الشواهد، وعلى حسب شاهد العبد يكون عمله. انتهى ملخصا.

وبه يظهر معنى الحديث، وأن اختصاص هذا المكا بكونه روضة من رياض الجنة لما يقوم بقلب العبد من المثال والشاهد الذي يقوي سلطانه هناك وتظهر ثمرته، ويجد المؤمن من لذته وروحه حتى كأنه رأي عين.

وفي هذا القدر كفاية. والله الموفق. ولا تدخر عمارة مجلسك بذكر الله، والدعوة إليه، ونشر العلم الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم من الكتاب والحكمة.


١ الترمذي: الدعوات ٣٥٠٩.
٢ البخاري: الجمعة ١١٩٥ , ومسلم: الحج ١٣٩٠ , والنسائي: المساجد ٦٩٥ , وأحمد ٤/٣٩ ,٤/٤٠ ,٤/٤١ , ومالك: النداء للصلاة ٤٦٣.

<<  <   >  >>