للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

١١٢- وكان ابن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهم يقولون: "إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ما عليه أهل الثغر، فإن الحق معهم؛ لأن الله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} (العنكبوت: من الآية٦٩) "١.

السكن بالثغور والرباط من أعظم الأمور

١١٣- وبالجملة: أن السكن بالثغور والرباط والاعتناء به أمر عظيم وكانت الثغور معمورة بالمسلمين علما وعملا وأعظم البلاد إقامة بشعائر الإسلام وحقائق الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان كل من أحب التبتل للعبادة والانقطاع إلى الله وكمال الزهد والعبادة والمعرفة يدلونه على الثغور.

سبب اختيارهم الرباط بثغور النصارى

١١٤- وإنما اختار من اختار الرباط بثغور النصارى الحديث الذي في "سنن أبي داود"٢ عن ثابت بن قيس قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقال لها أم خلاد وهي منتقبة تسأل عن ابنها


١ "الفروع" (٣/٤٩٠) وعزاه في "مدارج السالكين" (١/٥١١) للأوزاعي وابن المبارك.
٢ أبو داود (٢٤٨٨) والبيهقي (٣/١٧٥) وأبو يعلى (١٥٩١) وفي إسناده عبد الخبير بن قيس. قال البخاري: حديثه ليس بالقائم منكر الحديث، وقال الذهبي في المغني: قال أبو حاتم منكر الحديث وقد ضعفه، الألباني في "ضعيف أبي داود" (٢٤٨٨) .
"إن أرزء ابني فلن أرزء حيائي": بتقديم المهملة على بناء المفعول آخره همزة من الرزء وهي المصيبة بفقد الأعزة، أي إن أصبت ببني وفقدته فلم أصب بحيائي، كذا في فتح الودود.
"عون المعبود " (٧/١٦٦.) .

<<  <   >  >>