أن يكون بالغوطة، ليأتي مستغاث الأنبياء، فيدعو على قومه! ولست أشك أن هذا القدر منه مكذوب موضوع على رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فقد عَلِمَ كل مُطَّلِع على السُّنَّة أنه لم يكن من هديه -عليه السلام- تتبع آثار الأنبياء، والدعاء عندها، بل هذا مما نهى عنه الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وغيره.
وقد ورد عنه ذلك في ثلاث قصص:
١- عن ابن سويد قال: خرجت مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من مكة إلى المدينة، فلما أصبحنا صلى بنا الغداة، ثم رأى الناس يذهبون مذهبًا، فقال: أين يذهب هؤلاء؟ قيل: يا أمير المؤمنين! مسجد صلَّى فيه رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، هم يأتون يصلون فيه، فقال:
"إنما هلك من كان قبلكم بمثل هذا، يتبعون آثار أنبيائهم، فيتخذونها كنائس وبيعًا، من أدركته الصلاة في هذه المساجد فليصلِّ، ومن لا فليمض، ولا يتعمدها".
رواه سعيد بن منصور في "سننه"، وابن وضّاح القرطبي في "البدع والنهي عنها""ص ٤١و ٤٢" بإسناد صحيح على شرط الشيخين.