للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقد نهانا الله أن نتكلم بغير علم، فقال تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} ١ وبالتالي لا يجوز الإثبات أو النفي إلا بالنص.

قال الإمام أحمد (ت ٢٤١) رحمه الله: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والسنة "٢.

وقال ابن عبد البر (ت ٤٦٣) رحمه الله: "ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصًا في كتاب الله، أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أجمعت عليه الأمة، وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه "٣.

خامسًا: "والإيمان بمعانيها وأحكامها":

أي الإيمان بما تضمنته من المعاني وبما ترتب عليها من مقتضيات وأحكام. وهذا ما جاء الأمر به والحث عليه في القرآن والسنة.

فمن القرآن: قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} ٤، والشاهد

من الآية قوله: "فادعوه بها".

ووجه الاستشهاد: أن الله يدعو عباده إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته، ويثنوا عليه بها، ويأخذوا بحظهم من عبوديتها، فالدعاء بها يتناول:

دعاء المسألة٥: كقولك: ربي ارزقني.


١ الآية ٣٦ من سورة الإسراء
٢ الفتوى الحموية ص٦١، دار فجر التراث
٣ جامع بيان العلم وفضله ص٩٦
٤ الآية ١٨٠ من سورة الأعراف
٥ دعاء المسألة: ما كان فيه طلب جلب نفع أو دفع مضرة

<<  <   >  >>