للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والآية في تفسيرها وجهان:

الأول: أن يكون معناه: ليس هو كشيء، وأدخل "المثل "في الكلام توكيدًا للكلام.

والثاني: أن يكون معناها: ليس مثله شيء، فتكون "الكاف" هي المدخلة في الكلام توكيدًا١ وهذا وجه قوي حسن وهو الأظهر٢.

وقد اتفق أهل السنة على أن الله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله٣.

٢- وقوله تعالى: {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} :

قال ابن جرير الطبري في تفسيرها: "فلا تمثلوا لله الأمثال، ولا تشبهوا له الأشباه، فإنه لا مثل ولا شبه"٤.

وقال ابن كثير: "أي لا تجعلوا له أندادًا وأشباهًا وأمثالاً"٥.

٣- وقوله تعالى: {لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} .

٤- وقوله تعالى: {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .

(فالله تعالى وصف نفسه بأن له المثل الأعلى، وهو الكمال المطلق، المتضمن للأمور الوجودية والمعاني الثبوتية، التي كلَّما كانت أكثر في الموصوف وأكمل كان بها أكمل وأعلى من غيره.


١ تفسير الطبري ٢٥/١٢- ١٣
٢ شرح الطحاوية ص ١٤٦
٣ شرح الطحاوية ص ٩٩
٤ تفسير الطبري ١٤/١٤٨
٥ تفسير ابن كثير ٢/٥٧٨

<<  <   >  >>