للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ظُهُورِه} ١، وقوله: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ} ٢.

وقوله: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} ٣، وليس الاستواء كالاستواء.

ووصف نفسه ببسط اليدين فقال: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاء} ٤.

ووصف بعض خلقه ببسط اليد في قوله: {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ} ٥، وليس اليد كاليد، ولا البسط كالبسط، وإذا كان المراد بالبسط الإعطاء والجود فليس إعطاء الله كإعطاء خلقه، ولا جوده كجودهم، ونظائر هذا كثيرة.

فلا بد من إثبات ما أثبته الله لنفسه ونفي ماثلته لخلقه.

فمن قال: ليس لله علم، ولا قوة، ولا رحمة، ولا كلام، ولا يحب، ولا يرضى، ولا نادى، ولا ناجى، ولا استوى- كان معطلاً جاحداً ممثلاً له بالمعدومات والجمادات.

ومن قال: له علم كعلمي أو قوة كقوتي، أو حب كحبي، أو رضاء كرضائي، أو يدان كيداي، أو استواء كاستوائي- كان مشبهاً ممثلاً لله بالحيوانات، بل لا بد من إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل)

خامساً: فصل ما بين معتقد أهل السنة في هذا الأساس ومعتقد أهل التعطيل وأهل التمثيل:

قال شارح الطحاوية: " اتفق أهل السنة على أن الله ليس كمثله شيء لا في


١ الآية ١٣ من سورة الزخرف
٢ الآية ٢٨ من سورة المؤمنون
٣ الآية ٤٤ من سورة هود
٤ الآية ٦٤ من سورة المائدة
٥ الآية ٢٩ من سورة الإسراء
٦ الرسالة التدمرية ص ٨- ١٢ بتصرف

<<  <   >  >>