وقد روى عن شيخه ربيعة بن عبد الرحمن قوله:"الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول" أي لا تعقله العقول ولا تحيط به.
وهذا يقال في سائر الصفات، وقد مشى أهل العلم على هذا الميزان واعتبروا ذلك قاعدة من قواعد الصفات.
فقول الإمام مالك (الاستواء معلوم) : أي معلوم المعنى في لغة العرب، فاستوى هنا عديت بعلى فهي هنا بمعنى علا وارتفع، وهكذا الأمر في سائر نصوص الصفات، فإن معانيها معروفة في لغة العرب، وليست مجهولة.
(والكيف مجهول) : أي مع إثباتهم لمعنى الاستواء واعتقادهم بأن الله مستوٍ على عرشه ومرتفع عليه، إلا أنهم يكلون علم كيفية ذلك الاستواء إلى الله عز وجل، لأنه مما استأثر الله بعلمه.
(والإيمان به واجب) : أي الإيمان باستواء الله على عرشه حقيقة واجب لوروده في النصوص الشرعية.
(والسؤال عنه بدعة) : أي السؤال عن كيفية الاستواء، لأن السائل قال: كيف استوى؟
رابعًا: عدم معرفة الكيفية لا يقدح في الإيمان بالصفات ومعرفة معانيها.
إن عدم العلم بكيفية صفات الله لا يقدح في الإيمان بتلك الصفات ومعرفة معانيها، لأن الكيفية وراء ذلك، فالسلف يثبتون لله ما أثبته لنفسه من صفات الكمال ويفهمون معاني تلك الصفات، ويفسرونها، فإذا أثبتوا لله السمع والبصر أثبتوهما حقيقية وفهموا معناهما، وهكذا سائر الصفات يجب أن تجري هذا المجرى، وإن كان لا سبيل لنا إلى معرفة كنهها وكيفيتها، فإن الله