للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تتمة حول الخضر والخلاف الوارد حول حياته ونبوته والاجتماع بِهِ واختلف في حياة الخضر عليه السلام فنفاها الجمهور، واستدلوا بالحديث السابق في انخرام القرن، وأجاب المثبتون عَنْهُ بأن المراد منه الأرض التي نشأ بها ومنها بعث، كجزيرة العرب المشتملة على الحجاز وتهامة ونجد، فليست أل للاستغراق، ولئن سلم فقوله أحد عموم محتمل، إذ على وجه الأرض الجن والإنس، والعمومات يدخلها التخصيص بأدنى قرينة، وإذا احتمل الكلام وجوها سقط بِهِ الاستدلال.

قلت: وهو غير وجيه كما لا يخفى لأن التخصيص لا بد له من مخصص، ولا وجود له هنا وإخراج الحديث عن ظاهره بمجرد الاحتمال غير مقبول، والجن وكذا الشياطين قد خرجوا بدليل آخر فليسوا بمرادين، ولم يرد ما يدل على حياته في زمنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولو ورد لما خفي علينا لأنه من الأمور الغريبة، ولو كان حيا لما وسعه إلا الحضور عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والإيمان بِهِ، والقتال معه، والدفاع عَنْهُ، لقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ} [آل عمران: ٨١] .

والخضر عليه السلام نبي على المشهور، وإن لم يكن نبيا فهو تابع لنبي فيجب عليه نصرة نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لو كان حيا، وينضم لهَذَا قوله صلى اللَّه عليه وآله يوم بدر: «اللَّهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض» .

فلو كان

<<  <   >  >>