للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٤- ويقول غوستاف لوبون: فالحق أن الأمم لم تعرف فاتحين راحمين متسامحين مثل العرب ولا دينا سمحا مثل دينهم (١) . ويتحدث عن صور من معاملة المسلمين لغير المسلمين فيقول: وكان عرب أسبانيا خلا تسامحهم العظيم يتصفون بالفروسية المثالية فيرحمون الضعفاء ويرفقون بالمغلوبين ويقفون عند شروطهم وما إلى ذلك من الخلال التي اقتبستها الأمم النصرانية بأوربا منهم مؤخرا (٢) .

٥- ويقول هنري دي شامبون مدير مجلة "ريفي بارلمنتير "الفرنسية حيث قال: لولا انتصار جيش شارل مارتل الهمجي على العرب المسلمين في فرنسا لما وقعت بلادنا في ظلمات القرون الوسطى ولما أصيبت بفظائعها ولا كابدت المذابح الأهلية التي دفع إليها التعصب الديني المذهبي، لولا ذلك الانتصار الوحشي على المسلمين في بواتييه لظلت أسبانيا تنعم بسماحة الإسلام ولنجت من وصمة محاكم التفتيش ولما تأخر سير المدنية ثمانية قرون ومهما اختلفت المشاعر والآراء حول انتصارنا ذاك فنحن مدينون للمسلمين بكل محامد حضارتنا في العلم والفن والصناعة مدعوون لأن نعترف بأنهم كانوا مثال الكمال البشري في الوقت الذي كنا فيه مثال الهمجية (٣) .


(١) انظر: حضارة العرب، غوستاف لوبون، ص ٧٢٠.
(٢) حضارة العرب، غوستاف لوبون، ص ٣٤٤، وانظر: السلوك ,أثره في الدعوة إلى الله، فضل إلهي، إدارة ترجمان الإسلام، باكستان، ط ١، ١٤١٩هـ ص ١٦٤.
(٣) نقلا عن: صور من حياة التابعين، عبد الرحمن الباشا، دار الأدب الإسلامي، القاهرة، ط ١٥، ١٤١٨هـ ص ٤٢٠.

<<  <   >  >>