الخاتمة وبعد ففي ختام هذا البحث، فأحمد الله تعالى على إتمامه، ولا يسع الباحث إلا أن يؤكد عظيم سماحة دين الإسلام، فهو دين الله الخالد إلى قيام الساعة، وسماحته ظاهرة في أركانه وتشريعاته وآدابه ومعاملاته، وقد تبين من البحث أن الإسلام شرع في معاملة غير المسلمين صورا عظيمة تبين عظمة هذا الدين وشموله فهدي الإسلام في معاملة المخالفين أعظم هدي وأكمله، كما تبين ما يلي:
١- أن السهولة والمسامحة من دين الإسلام ولها ضوابطها المقررة في الكتاب والسنة.
٢- إن سماحة الإسلام تتوافق مع عالميته وواقعيته، إذ لا يسع دين العالم كله إلا إذا كان فيه من السماحة واليسر ما يتوافق مع طبيعة البشر على اختلاف ثقافاتهم وعاداتهم.
٣- إن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة غير المسلمين كان غاية في التسامح والعدل واقتفى الصحابة رضي الله عنهم أثره في ذلك فملئوا الأرض عدلا وأمنا بعد أن ملئت ظلما وجورا.
٤- تبين من البحث أن الذين قرءوا عن تاريخ الإسلام بإنصاف لم يملكوا إلا أن يذعنوا للحق والشهادة بأن التاريخ لم يشهد تسامحا وعدلا مع المخالفين كما شهده في بلاد الإسلام.