للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

- ومنها: عدم إيذائهم فلا يجوز لأحد من الناس أن يؤذيهم أو يضيق عليهم، ويحرص علماء هذه البلاد على تقرير الفهم الصحيح لنصوص الشرع التي جاءت تبين هدي الإسلام في معاملة غير المسلمين، إذ قد يؤتى المرء من قبل تفسير بعض النصوص التي تأمر بالإغلاظ أو بالتضييق وفهمها على إطلاقها دون الرجوع إلى فهم السلف الصالح لها، وهو ما يقرره علماء هذه البلاد قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عند شرح حديث أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه» (١) قال: " المعلوم أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم ليس إذا رأى الكفار ذهب ليضيق عليهم الطريق ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل هذا مع اليهود في المدينة ولا أصحابه يفعلونه بعد فتوح الأمصار" (٢) .

- الإحسان إليهم والبر بهم حيث ينعم غير المسلمين من أهل هذه البلاد بحسن الجوار وشتى صور الإحسان والتسامح في المعاملة، فهذا هو المنهج الذي ارتسمته هذه الدولة وأكد عليه علماؤها، وهو الموافق لما تقدم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.


(١) رواه مسلم، كتاب السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم، رقم الحديث: ٢١٦٧.
(٢) الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات، ابن عثيمين، إعداد علي أبو لوز، دار المجد، الرياض، ط١، ١٤١٤هـ ص ١٨٩.

<<  <   >  >>